صحيفة الثورة السورية: استراتيجية جديدة لإعادة بناء الإعلام وتعزيز صوت المواطن
ملك محمود
|
||
في عالم متسارع لا يتوقف عن التغيير، تظل الصحافة واحدة من أرفع الأدوات التي تعبر عن الآمال في سوريا، حيث تلاحق الصحافة تحديات غير مسبوقة في ظل ظروف الحرب والمعوقات السياسية والإدارية، يبقى الإعلام أحد الركائز المهمة لبناء جسر بين المواطن والحكومة ،ورغم الظروف الصعبة، يظل الإعلام السوري في موقعه كمؤثر أساسي في توجيه الرأي العام وصياغة المستقبل. تحقيق الإصلاح الإعلامي في صحيفة الثورة السورية في منتصف شهر آذار الفائت، تولى رئيس تحرير صحيفة الثورة السورية منصباً كان مليئاً بالتحديات، كانت الصحيفة تعيش حالة من التراجع المؤسسي، بالإضافة إلى نقص حاد في الكوادر والموارد ، ومن خلال حديثه مع جريدة الدبور، كشف رئيس التحرير نور الدين إسماعيل عن تفاصيل الخطة الإعلامية الجديدة التي تهدف إلى تطوير الأداء الصحفي وتجاوز العقبات التي حالت دون التقدم في العمل الإعلامي. إعادة هيكلة الصحيفة البداية من التقييم الشامل بين " رئيس التحرير " ان صحيفة الثورة كانت في حالة مترهلة، نقص حاد في اللوجيستيات، ضعف في الكفاءة، وإهمال طويل من النظام البائد ،كانت الصحيفة في حالة ثبات عميق بعد سنوات من المحسوبية وضعف الموازنات". لذا، بدأت الخطة بإصلاح الأسس المؤسسية من خلال حل هذه العقد، التي تراكمت على مر السنين. الدورات التدريبية ورفع مستوى الكوادر الصحفية من أجل تحسين جودة العمل الصحفي تم التركيز على تدريب الكوادر الصحفية. "بدأنا بتدريب الإعلاميين على أساسيات العمل الصحفي من خلال ورشات تدريبية مكثفة، ثم انتقلنا إلى موضوعات متخصصة مثل أخلاقيات الإعلام والصحافة الرقمية. كما كان لدينا خطة لإدخال الصحافة التفسيرية وصحافة الحلول بما يتناسب مع العصر الحالي"، وفق ما صرح به ر. اسماعيل للدبور. تعزيز سياسة تحريرية متجددة دعم رئيس التحرير سياسة تحريرية جديدة تهدف إلى تفعيل سقف الحريات الصحفية، بما يتلاءم مع المرحلة الراهنة، وتهدف هذه السياسة إلى أن تكون الصحيفة جسرا حقيقيا بين المواطن والحكومة، بحيث يصل صوت المواطن إلى الحكومة ويعزز من فهم الحكومة لمشاكل الناس. التعاون مع المؤسسات الحكومية: خطوة نحو التقدم من أكبر التحديات التي يواجهها الإعلام السوري حاليا هي الفجوة الكبيرة بين الإعلام ومؤسسات الدولة، حيث أشار رئيس التحرير نور الدين إسماعيل إلى وجود صعوبة في الحصول على المعلومات الرسمية بسبب عدم التعاون الكافي من المكاتب الإعلامية الحكومية ،ومع ذلك، فإن الصحيفة تعمل على بناء علاقات أقوى مع هذه المكاتب لتعزيز التعاون وتسهيل الحصول على التصريحات الرسمية، لضمان تقارير أكثر توازنا وموضوعية. التركيز على قضايا المواطن: الصحافة المحلية والاقتصادية في الصدارة بينما تعتبر صحيفة الثورة سياسية في توجهاتها، فإن التركيز الأكبر في المرحلة القادمة سيكون على القضايا المحلية، الاقتصاد، والخدمات. "الأولوية هي للناس وقضاياهم ومشاكلهم، لذا سنركز على كل ما يهم المواطن مباشرة، السياسة ستكون حاضرة، ولكن الصحيفة ستولي اهتماما خاصا للقضايا التي تمس حياة الناس بشكل يومي". رسالة للجيل الإعلامي الجديد وفيما يخص الجيل الإعلامي الجديد دعا رئيس التحرير الشباب إلى "القراءة المستمرة والتجربة العملية". وأكد على أن الصحفي الناجح لا يعتمد فقط على المعلومات النظرية التي اكتسبها في الجامعة، بل يجب أن يكون لديه الموهبة في الكتابة والتحليل، حتى وإن لم يكن خريجا من كلية الإعلام، وأوضح أن الصحافة ليست مقتصرة على المتخصصين في هذا المجال بل هي للجميع، ممن يملكون القدرة على الإبداع. توجهات مستقبلية: "الثورة السورية" بالاسم الجديد وفي خطوة متجددة، كشف رئيس التحرير عن تعديل قادم على اسم الصحيفة. حيث من المقرر أن يصبح اسم الصحيفة في المستقبل القريب "الثورة السورية" بدلا من "صحيفة الثورة"، وذلك لتوسيع دلالات الكلمة لتشمل جميع جوانب الثورة السورية، السياسية والاجتماعية والاقتصادية. إن الصحافة السورية، رغم ما تمر به من تحديات، تظل تمثل صوتا حقيقيا للمواطن ، من خلال العمل الجاد على تطوير الكوادر، تحسين جودة العمل الصحفي، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الإعلام والحكومة، بحيث تعمل صحيفة الثورة السورية على تحقيق دورها كمؤسسة إعلامية رائدة وموثوقة.
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور