لا تسرقوا فرحة الناس!
بسام طالب
|
||
بعض التجار والصناعيين ورجال الأعمال يستغلون عدم تفرغ الحكومة لمراقبة الأسواق، وينتهزون الفرص للتسعير حسب أهواءهم وجشعهم، فنشاهد فوضى في الأسعار ما أنزل الله بها من سلطان. والسبب الرئيسي في ذلك هو أن هذه الحفنة من التجار والصناعيين ورجال الأعمال، دينهم ومعتقدهم الدرهم والدينار، فهم أناس لا انتماء لهم ولا قيم في قاموسهم وحتى مشاعرهم تجاه الآخرين من أبناء شعبهم، هي أحاسيس المحايد الذي لا شرعة له الا شرعة الفلوس ولا حكم له الا حكمها وأن تغطى وتستر أو تكلم لغة أخرى! هل يُعقل أن سلعة منتجة كلياً أو مستوردة، كانت أسعارها حين كان الدولار بخمسة عشرة ألف ليرة سورية، ازداد سعرها حين بلغ الدولار عشرة الآف ليرة سورية! هل يُعقل أن كثيراً من السلع والمواد نزلت أسعارها نتيجة حرص الدولة على توفيرها للمستهلك بأرخص الأثمان، أن تستغل تلك الحفنة من الجشعين هذا الانخفاض لتجيّره إلى مصلحتها وتكون المستفيد الأول من ذلك. لا تتركوهم لضمائرهم فهم لا ضمير لهم ولا تتركوهم لمواطنتهم فالمواطن آخر همهم. الكل يعرف حجم المهام وعبء المهام المنوطة بالدولة، ولا وقت لديها لتتفرغ لهؤلاء الجاحدين والذين بنوا معظم ثرواتهم في ظل العهد البائد الديكتاتوري الفاسد، ولكن يجب أن يكبح جماح جشعهم بشتى الطرق الممكنة. ولا شك أن من يسرق فرحة الشعب بالانتصار بوضع المزيد من الضغوطات على سبل عيشه، هو الفلول، بل ربما أسوأ منهم!
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور