الله يبعتلها مية حمة وغصة هالمنصة
بسام طالب
|
||
الله يبعتلها مية حمة وغصة هالمنصةإلى وقت غير بعيد كانت كلمة منصة تعني للكثيرين من أبناء الشعب منصة العرض حيث يجلس كبار القوم ويستعرضون العروض سواء كانت عسكرية أو فنية أو شعبية وللمنصة معان واستعمالات لغوية أخرى (كمنصات إطلاق الصواريخ ومنصات الإعدام ومنصة التغطية وغير ذلك) وحين ولجنا عالم الإنترنت والفضاء الإلكتروني أصبح لكلمة منصة معنى جديد وهو ما يمكن تسميته بالمنبر الإلكتروني حيث أصبح لكل من هب ودب منصة يستعرض من خلالها آراءه ومواقفه واختلط الحابل بالنابل في المنصات واختلط الغث بالثمين والصدق والكذب والانتماء الوطني وغير الوطني وأصبح هناك منصات للتشهير والابتزاز ومنصات للتجسس والتجارة المشروعة وغير المشروعة وأصبحت المنصات أكثر من أن تعد وكان من تداعيات الأزمة التي مرت بها بلادنا والتي أخرجت معظم عجلات اقتصادنا الوطني خارج الإنتاج مترافقا ذلك مع ظروف حصار اقتصادي شرس أدى إلى.. انهيار متسارع في قيمة عملتنا المحلية وانخفاض شديد في معدلات دخل المواطن ناهيك عن الفساد الذي وجد في بنيه الحرب مناخا جيدا ليتسلل إلى معظم مرافقنا ويوظفها لمصالحه الخاصة عبر هذه المناخات المحبطة. بحثت الدولة عن حلول لدعم دخل المواطن ومواجهة الغلاء المستمر في أسعار السلع والخدمات ومع مزيد من الأسف لم تنجح معظم هذه الحلول وجاءت لتكحلها فأعمتها. ومن ضمن هذه الحلول جاءت الدولة بموضوع المنصات فصار عندنا منصات للاستيراد ومنصات للتصدير وتفرعت هذه المنصات إلى فروع والفروع إلى أقسام فأصبح هناك منصة للحصول على جواز السفر والحبل على الجرار وكي لا نغوص بعيدا في شؤون هذه المنصات حتى لا نغرق أكثر مما نحن غارقين سنستشهد بالمثال التالي: وعد السيد وزير الزراعة مؤخرا بالسماح في استيراد الأعلاف من خارج المنصة لماذا لأن الأمر ببساطة أن سعر طن الصويا المنتجة محليا أصبح أكثر من 12 مليون في حين أن سعر طن الصويا في لبنان أقل من خمسة ملايين ولماذا حصل ذلك لأن من الطبيعي أن تكون تكاليف الإنتاج في ظروف بلادنا ونتيجة تداعيات الأزمة مضاعفة ضعفين بل أكثر إذا ما الحل نقول باختصار كما قلنا مرارا أولا: يجب أن نخرج من النفق (ملكية الدولة لوسائل الإنتاج). وثانيا: أن تتخلى الدولة عن دورها كتاجر ومستورد ومزارع وصناعي. وثالثا: أن تفتح البلد على مصراعيها وتترك الجميع يتنافسون بشرف وبتكافؤ للفرص فالمسألة ليست في إدخال وإخراج سلع من منصات الاستيراد المسألة في الخروج من كل ما تعنيه أفكار المنصات وهيمنة الدولة على وسائل الإنتاج. يا جماعة لم يعد عندنا وسائل إنتاج لتسيطر الدولة عليها.. علينا أن نعيد بناء وسائل إنتاجنا وحين تدور عجلات إنتاجنا فلكل حادث حديث وإذا شئنا أن نبدأ من اللحظة فدعه يعمل ودعه يمر وراقبه حتى لا ينجرف في متاهات الاستيراد.
| ||
ما هو تقيمكم لموقع وجريدة الدبور